السبت، 10 نوفمبر 2012

في أوّل حديث له لوسيلة إعلاميّة مدير الإستعلامات السّابق سامي جاء وحدو يكشف

150

خاص1 : في أوّل حديث له لوسيلة إعلاميّة

مدير الإستعلامات السّابق سامي جاء وحدو يكشف


 مسؤول أمني مباشر يملك ثروة تفوق 10 مليارات.. وآخر له أملاك تناهز مليارا ونصفا - بعد نحو 20 شهرا من إحالته على التقاعد الوجوبي زمن فرحات الراجحي كسر مدير الاستعلامات العامة السابق بوزارة الداخلية سامي جاء وحدو جدار الصمت تجاه وسائل الاعلام تونسية كانت أو أجنبية وقبل التحدث لجريدتنا.
 جاء وحدو اختار أن يكون ظهوره الإعلامي الاول عبر أعمدة "الصباح" حيث كشف عديد الأسرار والمعطيات التي ظلت محل تساؤلات.. كما أدلى بملابسات عزله عن العمل بعد الثورة.. عن الحملة التي قال إن إطارات من الداخلية تشنها عليه.. عن"مسؤوليته" في أحداث الحوض المنجمي.. عن قمع حركة النهضة.. عن تلفيق التهم للمعارضين زمن النظام البائد.. عن علاقته بـ"الطرابلسية' وزوجة المخلوع وسليم شيبوب..وعن حقائق أخرى بعضها خطيرة حول المنظومة الأمنية قبل وبعد الثورة..
في البداية كذب مدير الاستعلامات العامة السابق بوزارة الداخلية مجموعة من إطارات وزارة الداخلية التي قدحت في عدد أمس من "الصباح" في شهادته أمام قاضي التحقيق بتاريخ 22 أكتوبر الفارط حول قضية "المؤامرة" على أمن الدولة الداخلي التي أشار فيها إلى أن عدة تعيينات صلب الوزارة كان وراءها رجل الأعمال كمال اللطيّف، وأكد أن لا همّ لهذه الإطارات سوى تشويهه لأنه يعرف "حقيقة كل إطار منهم وتاريخه الأمني الحافل بالتجاوازت"، مضيفا أن عددا منهم ضبطهم خلال عمله بتجاوزات لذلك يريدون اليوم "تصفية حسابتهم معي وهو ما دفعني اليوم إلى الظهور والرد على كل هذه الاتهامات الباطلة تجاهي".
"مسؤول أمني اليوم..ضبط متلبسا سابقا"
سامي جاء وحدو أفادنا بأنه في إطار عمله سابقا سواء كرئيس مصلحة الاستعلامات طيلة 6 سنوات ثم رئيس الإدارة الفرعية للاستعلامات طيلة سبع سنوات أو كمدير مركزي للاستعلامات العامة بوزارة الداخلية قبل ستة أشهر من اندلاع الثورة اكتشف"تجاوزات عدد من المسؤولين الامنيين أحدهم أحيل ملفه على الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالقرجاني واحتفظ به طيلة 45 يوما بالسجن ثم أحيل ملفه رفقة متهمين آخرين على عميـــد قضاة التحقيق تحت رقم1- 98752 بتاريخ 22 أكتوبر 2004 بتهم مختلفة من بينها"قبول موظف عمومي لمنافع للامتناع عن إنجاز أمر كان من الواجب القيام به، وهو الباعث على ذلك واختلاس نواة إجراء جنائي وإخفائها تثبت به الجريمة" غير أنه اليوم يشغل رتبة عليا في وزارة الداخلية".
وأكد جاء وحدو في حديثة لـ"الصباح" أن ما لا يقل عن 80 في مائة من إطارات وزارة الداخلية في عهد المخلوع سافروا إلى الخارج كملحقين أمنيين بفضل علاقتهم بالطرابلسية وغيرهم من المقربين من بن علي، وتساءل:"لو كانت لي علاقات مثلما يزعمون لكنت من بينهم ولكن هذا لم يحصل".
علاقة أمنيين بـ"الطرابلسية".. اللطيف وشيبوب
محدثنا نفى كل ما يروّج حوله من علاقاته بعلي السرياطي وليلى زوجة المخلوع وسليم شيبوب وكمال اللطيف التي يسرت له حسب بعض الامنيين- عملية صعوده الصاروخي في السلم المهني بوزارة الداخلية وتقلد مناصب عليا وقيادية بها، في المقابل أكد على صحة شهادته أمام التحقيق وعلى وجود علاقات مريبة بين عدد من هؤلاء وكمال اللطيف ودليله الرئيسي المكالمات الكبيرة التي كانت تجمعهم به، مضيفا أن "حوالي 23 إطارا أمنيا لهم علاقات بكمال اللطيف وأيضا بين عدد منهم و"الطرابلسية" وسليم شيبوب".
وذكر مدير الاستعلامات العامة بوزارة الداخلية سابقا أن لا علاقة جمعته بأي رجل أعمال، مشيرا إلى أن عمله- وعكس ما ادعته بعض الإطارات من وزارة الداخلية من أنه كان قمع حركة النهضة وتلفيق التهم للمعارضين للنظام البائد- "كان يقتصر على تتبع ومراقبة الإطارات الامنية والمنظمات والجمعيات والتجمع والولاة والحركات اليسارية المتشددة، ورصد كل أشكال الفساد فيها وخاصة داخل المؤسسة الامنية والتجمع وبالتالي فلا علاقة له بـ"القصر" "مؤكدا على أنه لم يتورط في أية قضية تعذيب أو عنف أو غيرهما ضد أحد كما مكن حسب قوله- 99 في المائة من المعارضين للنظام البائد من جوازات سفر وبطاقات عدد 3 سواء بعلم الإدارة اوعدم علمها، مشيرا أن"جل المعارضين في الديمقراطي التقدمي.. في المؤتمر.. في التكتل وفي اتحاد الشغل كانوا أصدقائي".
أمنيون يملكون "فيلات فخمة"
وأكد سامي جاء وحدو"أن عدة إطارات ممن ذكرتها في شهادتي أمام التحقيق متورطة في قضايا فساد.. فأحدهم على سبيل الذكر له ثروة تفوق العشرة مليارات من المليمات وآخر يملك"فيلا" فخمة وبها حوض سباحة بأحواز العاصمة وأخرى بالحمامات وثالث قيمة ما يملك بين سوسة والحمامات تناهز المليار والنصف دون أن يحاسبوا وأنا إلى اليوم أقطن بمنزل عائلتي بمنطقة شعبية".
وتساءل" أين المحاسبة وعدد من هؤلاء موجودون اليوم في طليعة قيادات وزارة الداخلية"؟، مضيفا:"أطالب لجنة تقصي الفساد بمساءلة هؤلاء، ومساءلة كل موظف له من العمل 20 سنة ويملك عقارات أو غيرها تفوق 100 مليون".
أحداث الحوض المنجمي
وعن اتهامه بالتورط في أحداث الحوض المنجمي من خلال التقارير المغلوطة، أكد عدم صحة هذه الخزعبلات-حسب رأيه- وذكر أنه كان الوحيد الذي طلب من وزير الداخلية حينها رفيق بلحاج قاسم عدم إيقاف المحتجين، وهو ما أكده عدنان الحاجي في تصريح لـ"الصباح" مساء أمس الاول، الذي كان رفض الاموال والسفر إلى الخارج مقابل الصمت عن إصلاح مناطق الحوض المنجمي، وأضاف أن بعض رموز الفساد في الداخلية وبعد أن اطاحت بعادل التويري الذي"أعتبره من أفضل وأنظف إطارات الوزارة أرادوا منذ أفريل 2011 تشويه صورتي بعد أن كانوا غالطوا فرحات الراجحي بعد ثلاثة أيام فقط من تعيينه على رأس الداخلية وسلموه قائمة اسمية لضباط زعموا أنهم رموز فساد والحقيقة أن جلهم من"أنظف" إطارات الوزارة على غرار لطفي القلماني وعبد الجليل الأندلسي، فأمضى على القرار دون أن يكون على معرفة بأي واحد منهم، واليوم يريدون الإيهام بأنهم "نظاف"..مشيرا إلى أن"وثائق عديدة مازالت موجودة وبإمكانها أن تدين عدة أطراف مازالت إلى اليوم تصول وتجول داخل الوزارة".
 صابر المكشر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Mezo.me
Blogger widget