الجمعة، 19 أكتوبر 2012

قصور الساف : مشاريع معطّلة... فقر وتهميش واستياء من صمت المسؤولين !

Slide 1
(الشروق) ـ مكتب المهدية

عاشت مدينة قصور الساف التي يناهز عدد سكانها 50 ألفا التهميش والإقصاء لأكثر من خمسة عقود متواصلة، فنظام بورقيبة تناساها والنظام النوفمبري أقصاها ولم تجن المدينة خلال هذه الفترة غير الوعود الزائفة والشعارات الرنانة التي جعلت منها بحق «الأرض المقفرة» بالرغم من توفّر الموارد الطبيعة الكبرى والمساحات الشاسعة من الأراضي الفلاحية.

فقد ظلّت معتمدية قصور الساف  في العهدين السابقين تئنّ تحت وطأة القرارات السياسية الجائرة ولم يراع بتاتا تاريخها النضالي ولا تضحيات رجالها ومقاوميها الذين تنكّروا لهم، كما تنكّروا لهذه المدينة بحرمانها من عدّة مشاريع رائدة تمّ تحويل وجهتها إلى مدن أخرى على غرار المستشفى الجامعي، ومحطّة السكة الحديدية، وميناء الصيد البحري، والمنطقة الصناعية، والمنطقة السياحية وغيرها من المشاريع التي كانت قادرة على تغيير وجه المنطقة برمتها وتحسين مستوى عيش سكانها الذين يقتاتون على ما توفّره الأنشطة الفلاحية الصغرى وكذلك الأعمال الحرفية واليدوية. ولئن استبشر أهالي قصور الساف بثورة 14 جانفي واعتقدوا أنّها ستردّ الاعتبار لهذه المدينة وتفكّ عزلتها، إلاّ أنّ دار لقمان بقيت على حالها، بل استفحل الوضع أكثر من ذي قبل من خلال مشاهد يومية مؤسفة تعيش على وقعها المدينة على غرار البناء الفوضوي والانتصاب العشوائي وكثرة الأوساخ.. لتكشف الثورة عن عيّنة جديدة من مسؤولي قصور الساف «الثوريين» الذين تجاهلوا حسب قولهم مئات الملفات الساخنة التي تعنى بأمهات المسائل العالقة والمتشعبة بالمدينة، وانبروا يلهثون وراء الكراسي والمناصب لخدمة مصالح شخصية ضيقة، والتلاعب بمصير المدينة  وتوفير الشغل للأقارب والمعارف في ظلّ الفراغ السياسي والجمعياتي الكبيرين مما عطّل إنجاز أكثر من مشروع مبرمج ما قبل الثورة مثل المنطقة السياحية بالغضابنة والمنطقة الصناعية التي تمّ التفويت فيها بالمليم الرمزي لاستغلالها في تشييد المنازل والتفريط فيها بالبيع في ما بعد؟؟  ويجمع الأهالي على أن ما حظيت به مدينة قصور الساف في فترة ما بعد الثورة هو مصب مراقب للفضلات بالرغم من الاحتجاجات العارمة من قبل سكّان المدينة، وكذلك ثكنة عسكرية انطلقت أشغال بنائها بسرعة قياسية وهو ما خلق احتقانا لدى المتساكنين الذين عبروا عن استيائهم من صمت المسؤولين في المدينة ورضوخهم لكلّ القرارات المسقطة وهو ما قد يساهم في نفور المستثمرين الراغبين في الانتصاب في المدينة وتركيز مشاريع صناعية هامة تبقى المدينة أحوج ما تكون إليها في هذا الظرف الذي تتنامى فيه البطالة بشكل مفزع.
كارم الجمري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Mezo.me
Blogger widget